السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حتى لا تأكل الدنيا القلوب ويستحوذ بريقها العقول..
أكد الله في أكثر من موضع..
أن الرزق من عنده..
وأن بيده كفاية الإنسان..
وأن الإنسان ما عليه سوى بذل الجهد فلا يتواكل..
وحذر الله من أناس شغلتهم الدنيا وطلباتها عن العبادة..
ومع ذلك لن يأخذوا منها إلاّ ما قسمه الله لهم..
ومع ذلك..
فقد أعطى الله المؤمنين مفاتيح طلب الرزق.. وسعة الحال.. من أخذ بها وسع الله رزقه.. وسدَّ فقره.. وملأ حياته سعادة وقلبه رضا واطمئنان.
والفطن حقاً..
هو من أدرك المغزى من تلك الفرص وتنبه لمعانيها واستطاع أن يغير من همته وروحه ليقفز قفزة نحو اليقين بالله والأخذ بالأسباب معاً.
المفتاح الأول:
الاستغفار والتوبة..
من أعظم مفاتيح الأرزاق.. وكلما زاد استغفارك زاد رزقك بإذن الله.
قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} [سورة نوح: 10-12].
المفتاح الثاني:
الإنفاق في سبيل الله..
واعلم أخي أن المال لا ينقص أبداً طالما أنفقته لله..
فأكثر من الإنفاق على الفقراء والمحتاجين والمجاهدين في سبيل الله.
قال تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [سورة البقرة: 261].
وقال تعالى: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } [سورةسبأ: 39].
المفتاح الثالث:
صلة الأرحام..
ولها فائدتان.. الأولى أنها توسع الرزق والثانية أنها تُطيل العمر.. فمن أراد هاتان الميزتان.. فليكثر من صلة الأرحام.. حتى وإن كان بينه وبين أحد أقاربه جفاء.
قال صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يبسط الله له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه» [البخاري].
المفتاح الرابع:
تقوى الله..
ومن تعريف التقوى:
الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
وهناك تعريف عملي جداً:
وهو أن تحذر: أن يجدك الله حيث نهاك.. أو يفتقدك حيث أمرك.
وقال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [سورة الطلاق: 2-3].
المفتاح الخامس:
الهجرة في سبيل الله..
والمقصود بها الهجرة من مكان كله معاصي وفسق إلى مكان تستطيع أن تأمن فيه على دينك وعبادتك.. فلا تساكن الفجار والفساق وتطلب من الله سعة الرزق إلا أن تكون أمناً في عبادتك وغير متأثر بهم..
قال تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً} [سورة النساء: 100].
المفتاح السادس:
الحج والعمرة..
والمتابعة بينهما.. وإياك أن تظن أن مالك ينقص بحجة أو عمرة.. واسأل من اعتاد تلك العبادة..
هل نقص ماله أم زاد؟!
قال صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور إلا الجنة» [الترمذي].
المفتاح السابع:
التوكل على الله..
ومعنى التوكل هو أن تأخذ بالأسباب كلها ثم توقن أن رزقك سيصلك مهما حدث، وهو عكس التواكل الذي يعني أن تتكاسل عن طلب الرزق بحجة أن الله قد كتب الأرزاق كلها.
قال تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا} [سورة هود: 6].
قال صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير.. تغدوا خماصاً وتروح بطاناً» [رواه أحمد].
المفتاح الثامن:
التفرغ لعبادة الله..
وهو أن تترك تنافس الدنيا وتكتفي بالقليل الذي يكفيك.. وتبذل وقتك الباقي كله للعبادة والدعوة إلى الله..
ففي الحديث القدسي:
«يا ابن آدم.. تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك، وإن لم تفعل ملأت يدك شغلاً ولم أسد فقرك» .
المفتاح التاسع:
الإنفاق على من تفرغ لطلب العلم..
فمن كان له أخ أو صديق أو جار فقير يدرس ويتعلم لينفع المسلمين.. واستطاع أن يعطيه ويوسع عليه ويُغنيه عن عدم ترك العلم وطلبه كان ذلك من أبواب الرزق له.
فعن أنس بن مالك قال: كان أخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أحدهم يأتي النبي صلى اله عليه وسلم والآخر يحترف، فشكا المحترف أخاه للنبي صلى الله عليه وسلمم فقال: «لعلك تُرزق به» [رواه الترمذي].
المفتاح العاشر:
الإحسان والعطف على الضعفاء والمساكين..
لأنّ قلوبهم أكثر صلة بالله لقلة حيلتهم وفقرهم.. فأحسن إلى من حولك منهم.. يحسن الله إليك.
قال صلى الله عليه وسلم: «هل تُنصرون وترزقون إلاّ بضعفاءكم» [رواه البخاري].